نكهة لا بديل عنها وطعم لا مثيل له...
من أشهر النكهات في العالم وأكثرها إنتشاراً بين الناس... يُجمع العديد على طعمه اللذيذ الذي ينساب في الفم ليولّد المتعة في التذوّق والرغبة إلى المزيد... إنه الشوكولا! نكهة فريدة من نوعها...
تُعدّ الحلويات من أشهى الأطايب التي يمكن للمرء أن يتذوقها، لا بل أن يدمنها. ويدخل الشوكولا في الخلطة «السحرية» في معظم أنواع الحلويات. فهو عنصر أساسيّ في قوالب الحلوى أي الكاتو، ويمكن إستخدامه في نكهات البوظة والمثلجات، كما يُستعمل في إعداد الحلويات المخبوزة والسكاكر... والبعض يستعمله كغموس أو يشربه مع الحليب وسواه.
يميل الناس دوماً إلى النكهات الطيبة لكنهم غالباً ما يخشون العواقب التي يسمعون عنها. بيد أنّ للشوكولا منافع عديدة مقارنة ببضع سيئات يمكن تفاديها اذا عرف المرء كيف يستفيد من الطعم من دون المبالغة والإكثار في تناول هذا المكوّن الفائق اللذة.
إرتبط إسم الشوكولا بعدد من المناسبات الكبرى، فصار الضيف الأوّل في الحفلات، والتذكار الرئيسيّ في الأعراس ورمز الهديّة النابعة من القلب. وعمد التجار والمصنعون إلى إبتكار ما لذ وطاب في الشكل والنكهة ليتماشى الشوكولا مع كلّ المناسبات ويكون حاضراً برموز العيد والفرح. كبار وصغار غدوا من عشاقه. الكلّ يطالب به كتحلية أو كوجبة صغيرة، لما يولّده من شعور بالراحة والنشاط والطاقة.. وللشوكولا خلطات عديدة، كما يمزج مع مواد متنوّعة، لإرضاء أكبر شريحة من الناس.
شوكولا
يتأتى الشوكولا الذي نعرفه ونسعى إلى تذوقه من ثمرة شجرة «الكاكاو» الإستوائية. فهو مصنوع من الحبوب المحمّصة والمطحونة والمخمّرة لشجرة الكاكاو المعروفة بإسم تيو بروما كاكاو Theobroma cacao التي تتميّز بطعم مرّ منكّه. تعود تسمية هذه الشجرة إلى القرن السابع عشر! وقد كان الشوكولا مخصّص للعظماء والأثرياء والمحاربين لدى الشعوب القديمة، ظناً منها أنه يمنح الحكمة والحيوية وحتى الخصوبة.
تفسّر ساندرا الحاج، إختصاصيّة صحة وتغذية، أصل الشوكولا الذي هو كناية عن «مزيج زبدة الكاكاو وبودرة الكاكاو، بنسب مختلفة للحصول على تشكيلة النكهات من مادة الشوكولا. كما قد يضاف الحليب وبعض المنكّهات الإصطناعيّة الأخرى والسكر لتكوين النتيجة النهائية ألا وهي ألواح الشوكولا المختلفة».
أنواع مختلفة
لإرضاء أكبر عدد من الناس، بات التفنن في صنع الشوكولا يحاكي جميع الأذواق والطلبات. فلا يقتصر طعمه على مذاق فريد، بل يتعدّاه ، حسب ساندرا الحاج، إلى عدّة أنواع، وذلك بإختلاف توزيع نسب المكوّنات الأساسيّة فيه:
•الشوكولا الأسود(Dark): وهو المزيج الصافي للشوكولا وطعمه مرّ ويُستعمل في الطهو. فيه النكهة الأصيلة القويّة، إذ يحتوي على نسبة عالية من البودرة مقابل نسبة ضئيلة من الزبدة. ويعتبر من أخف أنواع الشوكولا من حيث الوحدات الحراريّة.
•الشوكولا الحلو (Plain): وهو الأكثر شيوعاً والذي يميل معظم الناس إلى شرائه. هو خالٍ من الحليب لكنه محلّى.
•الشوكولا الأبيض (Milk): وهو عبارة عن شوكولا يحتوي على كمية زبدة أكثر منها بودرة. كما يحتوي على الحليب، لذا يعدّ من أكثر الأنواع التي تحتوي على وحدات حراريّة.
لكن هذه ليست سوى الأصناف الرئيسية للشوكولا، ذلك أنّ هناك أنواعاً خاصة في الأسواق، حسب الحاجة. إذ يمكن أن يشتري المرء الشوكولا الخاص بالريجيم أو الحمية (Diet)، وفيه يُستبدل السكر العادي بمنكهات إصطناعيّة لا تؤذي وتكون نسبة زبدة الكاكاو مخففة بعض الشيء. وهناك ألواح شوكولا خاصة بالمرضى الذين يعانون من داء السكري، وهي تكون ملائمة لهم، وإن إختلفت في النكهة بعض الشيء.
في كلّ مكان
تشير ساندرا الحاج أنّه «بالإمكان أن يلجأ المرء إلى إدخال الشوكولا في نظامه الغذائيّ عبر وسائل عديدة. فصحيح أنّ ألواح الشوكولا بنكهاتها العديدة هي أوّل ما قد يخطر على بالنا، بيد أنّه من الممكن أن يستعين المرء بها أيضاً في الطهو، لإعداد قوالب حلوى، أو سكاكر بطعم الشوكولا.
كما يمكن إذابتها لصنع غطاء للحلوى الأخرى كالكاسترد والبسكويت. ويمكن مزجها مع الفاكهة المجففة كالزبيب أو مع البندق أو الكاراميل. ويمكن أن تكون في المثلجات والبوظة».
والشوكولا لذيذ مهما كانت طريقة تقديمه، إذ من الخلطات الطيبة مثلاً مزج بودرة الشوكولا أو إذابة البعض منه مع الحليب للحصول على شراب الشوكولا اللذيذ. ويمكن أن يكون سائلاً ليُستعمل مع مأكولات أخرى. ويرى البعض أن يستعين به كنوع من الغموس أو الصلصة مع الفراولة أو الجزر أو البطاطا وما شابه... ولا حدود للإستعمالات في المطبخ. فالكثيرون يسعون إلى تجربة وصفات جديدة للمأكولات تتضمن مكوّّن الشوكولا، ليس كتحلية فحسب، بل في الوجبات الأساسيّة كالبيتزا بطعم الشوكولا أو الكرواسان أو الكريب...
حقائق طريفة
أظهرت دراسات حديثة من جامعة هارفرد الأميركية أنّه تبيّن أنّ الشوكولا قد يساهم في إطالة العمر! فقد تبيّن أنّ «مدمني» الشوكولا يعمّرون أكثر من الممتنعين عن تناوله. ومن الصدفة أن يكون العديد من المعمّرين في العالم، الذين تخطّوا عمر المئة من محبّي الشوكولا بشراهة! فالسيدة جاين كالمنت التي توفيت عن عمر يناهز 122 عامأ كانت تتناول نحو كيلوغرام من الشوكولا أسبوعياً إلى أن أصرّ عليها طبيبها أن توقف عادتها هذه في عمر ال119.
وينصح للمعمّرين بتناول الشوكولا المرّ الأسود عوض الأصناف المشبعة بالوحدات الحراريّة. وقد عُرف عن العاشق الشهير في التاريخ كازانوفا حبّه الشديد للشوكولا إذ كان يتناوله بكثرة إبّان مغامراته العاطفيّة!