عندما يعمُّ الكفر في الديار، فتُنصب الحجارة الصماء البكماء على أنها آلهة الزمان والمكان.
عندما يعم الكفر فتشرق الشمس لتلوح لها الأيدي الضالة، وتسجد لها الرؤوس الخاوية التي لم تعرف طريق خالقها بعد.
عندما يعم الكفر في الديار فتعمى الأبصار وتصم الآذان، ويصرخ الحق فلا يُسمع كلام الله، وتعمى الأبصار فلا تُبصر آلاءه .
عند ذلك لابد أن يقرر إبراهيم عليه السلام أن يهاجر إلى بلاد الله الواسعة..
من هنا تبدأ قصتنا عندما سار إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة، وحطوا رحالهم وأنعانهم في بلدة نابلس في فلسطين أض كنعان.
كانت سارة قد اتعبها السفر والترحال مع زوجها، فبدأت تشعر بالوحدة إذ لامؤنس لها غير زوجها ولاتدري ماذا تخبئ لها الأيام، ولم تكن سارة تنجب أولاداً طلب من زوجها إبراهيم أن يتزوج من خادمتها هاجر علّها تنجب لهم طفلاً يكون لهم أنساً في وحدتهم.
تزوج إبراهيم من هاجر، وشاء الله لهاجر أن تحمل فتلد طفلاً جميلاً، سيكون بطل قصتنا هذه.
هل تعرفون ما سماه أبوه ؟ سماه اسماعيل.. !
كبر اسماعيل وترعرع وملأ البيت محبة ومرحاً، شعرت سارة بأن هذا الطفل قد ملأ قلب وعقل إبراهيم فعطف عليه كما لم يعطف على أحد، فوقعت الغيرة في قلبها، فلم تعد تصبر وضاقت الأرض بها حتى أشارت على زوجها أن يأخذ هاجر وابنها ويرحلوا بعيداً عن ناظريها.
وأوحى الله لابراهيم أن يصطحب هاجر وابنها إلى حيث يشاء الله
رب ضارة نافعة، والخيرة فيما اختاره الله
مشى إبراهيم وهاجر تمشي وراءه على خطاه، تحمل صغيرها، مسلمة أمرها لله تعالى!
أليست هذه أرض الله أيضاً، وإن غاب الناس فالله باق لن يغيب .
وصلت هاجر مع ابنها إلى أرض قاحلة، صحراء واسعة واستقر في وادٍ تحيط به الجبال حيث مكة المكرمة الآن، لا ماء ولا أشجار ولا ثمار.. لا أنس ولابشر، سوى الله، الله رب كل هؤلاء.
تركهما إبراهيم في ذلك المكان وقفل راجعاً ..
هل سيتركهم هنا يموتون جوعاً أو عطشاً ؟!
العلم عند الله فلا يعلم إبراهيم شيئاً سوى أن الله أوحى إليه بذلك وماعليك يا إبراهيم إلا الطاعة .
جلست هاجر على الرمال الحارة، حاضنة وليدها الصغير، أخذت تنظر يمينة: لا أحد..!
نظرت يسرة: لا أثر، صحراء قاحلة، أرضها رمال، وأسوارها رمال، وأزهارها وأشجارها رمال في رمال.
لم يطل المقام حتى نفد الطعام والشراب، ماالعمل؟
بدأت الساعة في عدها التنازلي وبدأ ناقوس الخطر يتهيء للطرق معلناً اقتراب الأجل .
جف ضرع هاجر من اللبن، فلم يعد أمامها أدنى حيلة لإطعام صغيرها، ولا قطرة لبن تضعها في فمه، أخذ اسماعيل يبكي، وزاد بكاؤه هاجر كمداً وحزناً .. هل سترى وليدها يموت أمام عينينها وتقف مكتوفة ؟
وضعت هاجر اسماعيل الصغير على الرمال مسلمة أمره لله تعالى، وأخذت تهرول إلى جبل الصفا فتعتليه، عسى أن ترى من العلو ما لم تكن تستطيع رؤيته على البسيطة .
نزلت هاجر من جديد لتتفقد وليدها.. الحمد لله لازال فيه رمق، عادت وهرولت من جديد نحو الطرف المقابل حيث صعدت جبل المروة، أخذت تنظر بعيداً .. هل من أحد يحمل قطرة ماء، هل من أدنى أمل !
أخذت تارة تنظر للأمام، وتارة تنظر للخلف نحو وليدها، وتارة أخرى نحو السماء ترجو من الله الفرج .
صوت بكاء طفل صغير يدوي، لا أحد يسمع نداءه، ولا حتى جدار أصم يردد صدى صوته.
ترددت هاجر بين جبلي الصفا والمروة سبع أشواط، ولكن دون جدوى ورضيعها يضرب بقدميه الأرض جوعاً وعطشاً.. ويضرب ويضرب ..
ترى مامصير هذا الرضيع وأمه المسكينة!
ماذا سيحل بهم ! هل سيعطف عليهم ابراهيم ويعود، أم سيبقون في الصحراء يأكلهم المجهول !
أسئلة كثيرة سنعرف الإجابة عليها في الحلقة القادمة ولكن تذكر ..
أن من وثق بأمر الله وأطاعه فلن يخيبه مهما أشتد عليه الخناق، فالعناية الإلهية لاتنسى أحداً .
عندما يعم الكفر فتشرق الشمس لتلوح لها الأيدي الضالة، وتسجد لها الرؤوس الخاوية التي لم تعرف طريق خالقها بعد.
عندما يعم الكفر في الديار فتعمى الأبصار وتصم الآذان، ويصرخ الحق فلا يُسمع كلام الله، وتعمى الأبصار فلا تُبصر آلاءه .
عند ذلك لابد أن يقرر إبراهيم عليه السلام أن يهاجر إلى بلاد الله الواسعة..
من هنا تبدأ قصتنا عندما سار إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة، وحطوا رحالهم وأنعانهم في بلدة نابلس في فلسطين أض كنعان.
كانت سارة قد اتعبها السفر والترحال مع زوجها، فبدأت تشعر بالوحدة إذ لامؤنس لها غير زوجها ولاتدري ماذا تخبئ لها الأيام، ولم تكن سارة تنجب أولاداً طلب من زوجها إبراهيم أن يتزوج من خادمتها هاجر علّها تنجب لهم طفلاً يكون لهم أنساً في وحدتهم.
تزوج إبراهيم من هاجر، وشاء الله لهاجر أن تحمل فتلد طفلاً جميلاً، سيكون بطل قصتنا هذه.
هل تعرفون ما سماه أبوه ؟ سماه اسماعيل.. !
كبر اسماعيل وترعرع وملأ البيت محبة ومرحاً، شعرت سارة بأن هذا الطفل قد ملأ قلب وعقل إبراهيم فعطف عليه كما لم يعطف على أحد، فوقعت الغيرة في قلبها، فلم تعد تصبر وضاقت الأرض بها حتى أشارت على زوجها أن يأخذ هاجر وابنها ويرحلوا بعيداً عن ناظريها.
وأوحى الله لابراهيم أن يصطحب هاجر وابنها إلى حيث يشاء الله
رب ضارة نافعة، والخيرة فيما اختاره الله
مشى إبراهيم وهاجر تمشي وراءه على خطاه، تحمل صغيرها، مسلمة أمرها لله تعالى!
أليست هذه أرض الله أيضاً، وإن غاب الناس فالله باق لن يغيب .
وصلت هاجر مع ابنها إلى أرض قاحلة، صحراء واسعة واستقر في وادٍ تحيط به الجبال حيث مكة المكرمة الآن، لا ماء ولا أشجار ولا ثمار.. لا أنس ولابشر، سوى الله، الله رب كل هؤلاء.
تركهما إبراهيم في ذلك المكان وقفل راجعاً ..
هل سيتركهم هنا يموتون جوعاً أو عطشاً ؟!
العلم عند الله فلا يعلم إبراهيم شيئاً سوى أن الله أوحى إليه بذلك وماعليك يا إبراهيم إلا الطاعة .
جلست هاجر على الرمال الحارة، حاضنة وليدها الصغير، أخذت تنظر يمينة: لا أحد..!
نظرت يسرة: لا أثر، صحراء قاحلة، أرضها رمال، وأسوارها رمال، وأزهارها وأشجارها رمال في رمال.
لم يطل المقام حتى نفد الطعام والشراب، ماالعمل؟
بدأت الساعة في عدها التنازلي وبدأ ناقوس الخطر يتهيء للطرق معلناً اقتراب الأجل .
جف ضرع هاجر من اللبن، فلم يعد أمامها أدنى حيلة لإطعام صغيرها، ولا قطرة لبن تضعها في فمه، أخذ اسماعيل يبكي، وزاد بكاؤه هاجر كمداً وحزناً .. هل سترى وليدها يموت أمام عينينها وتقف مكتوفة ؟
وضعت هاجر اسماعيل الصغير على الرمال مسلمة أمره لله تعالى، وأخذت تهرول إلى جبل الصفا فتعتليه، عسى أن ترى من العلو ما لم تكن تستطيع رؤيته على البسيطة .
نزلت هاجر من جديد لتتفقد وليدها.. الحمد لله لازال فيه رمق، عادت وهرولت من جديد نحو الطرف المقابل حيث صعدت جبل المروة، أخذت تنظر بعيداً .. هل من أحد يحمل قطرة ماء، هل من أدنى أمل !
أخذت تارة تنظر للأمام، وتارة تنظر للخلف نحو وليدها، وتارة أخرى نحو السماء ترجو من الله الفرج .
صوت بكاء طفل صغير يدوي، لا أحد يسمع نداءه، ولا حتى جدار أصم يردد صدى صوته.
ترددت هاجر بين جبلي الصفا والمروة سبع أشواط، ولكن دون جدوى ورضيعها يضرب بقدميه الأرض جوعاً وعطشاً.. ويضرب ويضرب ..
ترى مامصير هذا الرضيع وأمه المسكينة!
ماذا سيحل بهم ! هل سيعطف عليهم ابراهيم ويعود، أم سيبقون في الصحراء يأكلهم المجهول !
أسئلة كثيرة سنعرف الإجابة عليها في الحلقة القادمة ولكن تذكر ..
أن من وثق بأمر الله وأطاعه فلن يخيبه مهما أشتد عليه الخناق، فالعناية الإلهية لاتنسى أحداً .